د. احمد الواصل
صدر مؤخراً كتاب الأغنية السعودية: حركات التجديد للدكتور أحمد الواصل، وهو بمثابة دراسة لبدايات الأغنية السعودية في القرن العشرين، وتجارب التجديد على مدى تاريخها منذ منتصف ستينيات القرن نفسه.
د. احمد الواصل
يقع الكتاب في مقدمة وأربعة فصول هي:
وهذه مقدمة الكتاب:
ثمة مقولات شاردة بلا قيمة، معنى ومادة، يلوكها الكثير في الإعلام (المكتوب والمرئي والسمعي) والشبكة (الاتصالية والمدونة والمتدفقة)، والكثير من هؤلاء من خارج الاختصاص العلمي والاعتماد البحثي. ولأنه لا تقوم قائمة معيارية تضبط مصطلحات ومفاهيم الآداب والفنون، باعتبارهما المكونين الأساسين في ثقافة أي مجتمع، دون مؤسسات التنشئة أو التربية الذوقية، والتعليمية العامة والعالية، فإن التنازع على مفردات تعبر عن أفكار ذاتية، في أكثرها جاهلة، أدنى من أن تكون مصطلحات علمية، تهشم من معايير (أو أصول أو قواعد) تلك الآداب والفنون.
ولا يطلب إلى الفاعلين فيها، سواء في صيغتها الفردية (الشعر والنثر والسرد والرسم والنحت) أو الجماعية (التمثيل والتصوير والغناء والعزف والإخراج)، القيام بأدوار المؤرخين والباحثين والناقدين، ولا يحق مطلقاً أن يقوم مقامهم أولئك الذين يلوكون لوكاً فجاً مفردات خارج العلوم التي تقوم عليها معايير الآداب والفنون.
إذ لا يمكن لأحد، أن يتحدث عن قصيدة دون أن يعرف علوم البلاغة أو تاريخ الأدب أو تاريخ النقد الأدبي. كما لا يقبل مطلقاً لأحد، أن يعالج كلاماً عن الأغنية على جهل فادح بعلوم النغم والإيقاع، أو تاريخ القوالب الغنائية أو تاريخ فنون الأداء والقول والحركة، أو تاريخ الأساليب اللحنية والغنائية أو تاريخ النقد الفني. إن حالاً كهذا يحول مجموعة من الخرافات إلى "سرد مزيف" يجري مجرى الوهم، ومن تلك المقولات:
إن أبسط ما يمكن أن يراه الباحث أو الناقد، دلالة تلك الألفاظ معجمياً ثم اصطلاحياً، وهذا علم أساسي من متطلبات أي بحث أو نقد، حول مفهوم لفظ فنان واصطلاحه، ويجري ذلك على الرائد في مجاله، والكبير في مجاله، والمطور في مجاله.
وفي "الأغنية السعودية"، وهذا مصطلح ملحق بصفته، يلزم النظر إلى ما وراء تلك الأغنية، من تاريخ وجغرافيا وثقافات وحضارات، وقد عالج المؤلف ذلك في كتابه "الفنون الأدائية والمستقبل" (2015)، ودور الشخصيات في تاريخها مثل دور الرجال الأوائل في كتابه "سحارة الخليج" (2006)، والنساء الأوائل في كتابه "تغني الأرض" (2010).
وفي هذا الكتاب طرح على مستوى بعض الأسئلة حول البدايات الأولى سواء في الصيغة الحجازية أو النجدية، ومن ثم تتبع تجارب أسهمت على مدى منتصف قرن في الانتقال إلى مرحلة الأغنية السعودية من مرحلة فنون الأداء والقول والحركة، على مستوى الأقاليم (الريفية والصحراوية والجبلية والساحلية) خارج الحواضر، وجرى تناول ذلك عبر "فنون البحر الأحمر" في كتاب المؤلف "ما بعد الأغنية" (2021)، والقوالب التقليدية الحضرية في المدن أو البلدات الكبيرة، وقالب "القصيدة" في كتاب المؤلف نفسه "ما بعد الأغنية" (2021).
وقد رصد المؤلف سابقاً بعض تلك التجارب عبر نموذج المُجدد طلال مداح في الكتاب "تغني الأرض" (2010)، وسؤال الهوية في عصر الحداثة في الأغنية السعودية عبر نموذج محمد عبده في الكتاب "الرماد والموسيقى" (2009)، ثم سؤال الهوية أيضاً في عصر ما بعد الحداثة عبر نموذج صدامي في كتاب "المحرم الخليجي" (2017).
ويتناول هذا الكتاب أدوار التجديد في تلك الأغنية ما بعد التأسيس عند الملحن والمغني غازي علي (الستينيات)، ثم المغنية ابتسام لطفي (السبعينيات)، ثم الملحن طلال (الثمانينيات)، ثم التحول من الأغنية السعودية إلى الخليجية، وهذا انتقال على مستوى اقتصادي تدخلت فيه الصناعة والتقنية، واجتماعي تدخلت فيه عناصر التراث والمعاصرة دخولاً في القرن الواحد والعشرين.
إن تجربة المؤلف البحثية والنقدية تواكب العقود الثلاثة المارة بالكثير من العمل فوق أرض محروقة أو معرضة دائماً إلى فوهة بركان واهم الخمود.
فقد استطاعت هذه التجربة التمرس في العلوم الإنسانية والاجتماعية ذات العمل المكتبي مقابل العمل الميداني بالنظر إلى الثقافة بوصفها علوماً وممارسات معاً.
وليست موقوفة على النقد الفني أو هدفها من البداية، فإن مسار الإبداع الأدبي (الشعر والسرد) أساسي، والنقد هو تطور مهارات قيد الشرط الأكاديمي ومتطلباته العلمية والبحثية.
إن ممارسة البحث في دراسات ومحاضرات على مستوى كليات أو مؤتمرات، والنقد في مقالات علمية أو مبسطة على مستوى إعلامي أو شبكي، تتيح فرصاً كثيرة لتأمل تجارب وعرض تجربة ذائقة تختبر نفسها مع الصمت قبل الصوت.
إن الريح تعزف على تربة هذه الـ شبه الجزيرة العربية ذلك النغم السرمدي.
إن للحروب والمجاعة والأوبئة أصواتاً، فكيف لا يكون للسلام والخصب والترياق صوت؟
مجلة موسيقية تصدرعن المجمع العربي للموسيقى الذي هو هيئة متخصصة من هيئات جامعة الدول العربية وجهاز ملحق بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يعنى بشؤون الموسيقى على مستوى العالم العربي، ويختص تحديداً، وكما جاء في النظام الأساسي للمجمع، بالعمل على تطوير التعليم الموسيقي في العالم العربي وتعميمه ونشر الثقافة الموسيقية، وجمع التراث الموسيقي العربي والحفاظ عليه، والعناية بالإنتاج الموسيقي الآلي والغنائي العربي والنهوض به.
https://www.arabmusicacademy.orgكانون2 02, 2023
كانون2 02, 2023
كانون2 02, 2023
كانون2 02, 2023
Total Votes: | |
First Vote: | |
Last Vote: |
كانون2 02, 2023 Rate: 5.00
كانون2 02, 2023 Rate: 0.00
كانون2 02, 2023 Rate: 5.00
أيار 02, 2021 Rate: 5.00
أيار 27, 2021 Rate: 5.00
تموز 29, 2021 Rate: 5.00
أيار 07, 2013 Rate: 1.00
أيار 02, 2015 Rate: 1.50
حزيران 30, 2012 Rate: 5.00