صدر مؤخرا المجلد العشرون من مجلة البحث الموسيقي، التي تصدر عن المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية.  ويحمل هذا المجلد العنوان: علوم الموسيقى: التاريخية ... والنظرية... والنظرية التطبيقية والاجتماعية، وقد اشتمل على افتتاحية بتوقيع رئيس هيئة التحرير الأستاذ الدكتور نبيل الدراس، جاء فيها: 

"صدر عن المجمع العربي للموسيقى (جامعة الدول العربية) عشرون عدداً من مجلة البحث الموسيقي حتى الآن.  وتستمر في هذا العدد شعلة مجلة البحث الموسيقي مرافقة للباحثين المتخصصين، سواءً أكانوا أساتذة أم طلبة دكتوراه في مجالات علوم الموسيقى لتضيء دربهم. عشرات الأبحاث ذات الاتجاهات المتنوعة والمختلفة بين طيات هذه الأعداد. أسماء باحثين وعلماء عرب، يمثلون مختلف البلدان العربية، خطوا بأقلامهم وفكرهم ما يؤرق الساحة العلمية العربية في مجال علوم الموسيقى: التاريخية والنظرية والنظرية - التطبيقية والاجتماعية.  وأخيراً، مساحة لا بأس بها من الانتشار لهذه المجلة العلمية بين الأوساط الأكاديمية في عالمنا العربي.

"لسنا في هذا المكان بصدد عملية تقييم أو تقويم لمجلة البحث الموسيقي، وإنما الغرض هنا يتمثل في مشروع تعزيز بناء وبلورة مدرسة فكرية بحثية عربية معاصرة لعلوم الموسيقى العربية، بطاقة مستمدة من تلك المعطيات العصرية التي تتفاعل معها، وبما يضمن لهذه المدرسة أن تكون استمراراً لنهج السابقين في البحث العلمي الأصيل بلغة قوامها اللغة العربية الزاخرة بالمصطلحات ذات المعاني والدلالات.  وفي نفس الوقت، فإننا لا نلغي تلك الأهمية لمجلتنا العلمية المحكمة باعتبارها مؤشرا أساسيا من مؤشرات قياس مستوى الإنتاجية العلمية والمعرفية فيها. 

نعم، يعرّف علم الموسيقى على أنه ذلك العلم الذي يدرس الموسيقى كشكل خاص من أشكال التطور الفني في شروطه الاجتماعية والتاريخية المحددة، وعلاقته بأنواع أخرى من النشاط الفني والثقافة الروحية للمجتمع ككل، وكذلك من وجهة نظر سماته الخاصة وأنماطه الداخلية التي تحدد طبيعة فريدة من نوعها لانعكاسه على الواقع.  إنه أحد مجالات تاريخ الفن. هذا ويتضمن هيكل علم الموسيقى عددًا من التخصصات المترابطة ذات الطابع التاريخي (التاريخ الموسيقي العام، التاريخ الموسيقي للثقافات الوطنية الفردية أو المتفرعة عنها، وتاريخ القوالب الموسيقية، وما إلى ذلك) والنظري (الهارموني، والبوليفوني، والإيقاع، والموازين، واللحن، والتوزيع)، والفولكلور الموسيقي، وعلم الاجتماع الموسيقي، وعلم الجمال الموسيقي، وكذلك العلوم ذات الصلة (الصوتيات الموسيقية، الآلات الموسيقية، الفوتوغرافيات، إلخ.) وأخيرا، ومع خالص الشكر لكل من ساهم في إصدار هذا العدد من مجلة البحث الموسيقي، فكلي أمل أن تلبي المجلة طموحات الباحثين والمهتمين، وأن تسهم في إثراء المعرفة والبحث العلمي في عالمنا العربي الحبيب. وسنسعى في مجلة البحث الموسيقي دائما بعون الله إلى النهوض بها نحو الأفضل إقليمياً وعالمياً".

ويتضمن العدد العشرون من مجلة البحث الموسيقي سبعة بحوث هذه بعض المعلومات عنها:

• يتطرق الباحث عصام معتوق (تونس) إلى السيرة الفنية للفنان التونسي حمادي بن عثمان الذي يجمع في تكوينه الموسيقي بين الإلمام بالجانب النظريّ الأكاديميّ وبين الإتقان في الجانب العمليّ التطبيقيّ، وذلك انطلاقا من دراسة تحليلية لأحد أعماله الموسيقية المؤلفة للدراما التلفزيونية التونسية واعتماداً على مبحث السرد والتناص الموسيقي للنظر في المرجعية الدلالية لأعماله الموسيقية ومدى ارتباطها بأجزاء العمل الدرامي ككل.
• ويناقش الباحث وسام جبران (فلسطين) مفهوم الطرب عند العرب من خلال عدة محاور" أسئلة" ذات علاقة به تتناول المعنى والنشوء والاستخدام والتطور.
• ويتحدث الباحث يوسف أبي رعد (لبنان) عن "مساهمة المسرح الرحباني في تعزيز مواطنيّة مؤَنْسَنَة" عبر سلّم القيم التي تصنع المواطنيّة المؤنسنة والتي تمت محاولة تجسيدها في مسرحيات "جسر القمر" (1962) و"دواليب الهوا" (1965) و"أيّام فخر الدين" (1966) و"الشخص" (1968) و"جبال الصوّان" (1969) و"ناطورة المفاتيح" (1972).
• ويناقش الباحثان محمد مجدي السيد ومحمد السيد عبد المعطي (مصر) اسهامات الفارابي (ت339هـ) في علم الموسيقى، وذلك من خلال: الإطار النظريّ المُمثل بالتأليف، وإصلاح بعض النظريّات، والإطار التطبيقيّ المُمثل بالآلات الموسيقيّة، والنّغم، والألحان. كما يناقش البحث عدّة مسائل أخرى، مِنها: المُوسيقى وتأثيرها على الانفعالات النفسيّة عند الفارابي، وأثر الفارابي في المُوسيقى الغربيَّة.
• ولا يزال الباحث محمد المصمودي (تونس) على اتصال بموضوع بلاغة الأغنية الساخرة واقتفاء أثرها في الموسيقى العربية خلال القرن العشرين، وتعميق النظر في الأسلوب الغنائي الذي ميّزها وآليات تأليفها وتنفيذها. وإذا كان قد بدأ مشروعه بدراسة أعمال الشيخ إمام عيسى في كتاب منشور، فإن اهتمامه في هذا البحث يتوجه نحو "أغاني سيّد درويش الساخرة: تلازم الصياغة اللحنية والتطريز".
• وفي إطار الأعمال البحثية العلمية الأصيلة التي لامست الموسيقى الأندلسية المغربية من زوايا متعددة يقوم سفيان اجديرة (المغرب) في "مدخل إلى دراسة الأعمال العلمية للباحث مولاي العربي الوزاني" بالتعريف وتقديم مجمل الأعمال البحثية التي قام بها مولاي العربي الوزاني في سياقها الكرونولوجي، ويأتي ذلك في إطار نقد النقد بغرض إحياء تجربة تستدعيها الأسئلة المعرفية ذات الأهمية والتي يمكن ملاحظة بعض سنداتها في الأعمال التي أنجزها مولاي العربي الوزاني.
• وتعرض الباحثة أسماء الماجد (تونس) في بحثها الموسوم بـ "علم النفس الموسيقي المعرفي والسلوكي رد الفعل الانفعالي: دراسة حالة" شرحاً منهجياً وتطبيقياً لعلم النفس الموسيقي داخل الصف، شارحة دور الموسيقى في تحسين السلوك والتحصيل الدراسي مع بعض التمارين التطبيقية للتحكم في رد الفعل الانفعالي وانطلاقا من التحكم بالصوت.

وبإمكان القراء المهتمين باقتناء هذا المجلد من مجلة البحث الموسيقي وأي مجلدات سابقة الاتصال مباشرة بأمانة المجمع العربي للموسيقى عبر البريد الالكتروني المبيّن أدناه  بغية الاطلاع على الشروط المتعلقة بذلك، وأيضاً شروط نشر الدراسات العلمية فيها.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.