الارتجال في الموسيقى العربية كتاب صادر عن مؤسسة بيت الزبير في سلطنة عُمان، يسعى لتعزيز الوعي الموسيقي لدى المتلقين والمهتمين بمجال الموسيقى العربية، كما يسلط الضوء عـلى الظواهـر الإبداعية في هذه الموسيقى، ويحـث الباحثين علـى دراســة هــذه الظواهـر وتوثيـق أهم التجارب في الموسيقى العربيـة. ويحاول الكتاب من خلال ثمانية باحثين، من عدة دول عربية، معالجة عدة تساؤلات، مثل: هل ينطلق المؤلف العازف المرتجل من الفراغ؟ وهل يتسلح بالعدة اللغوية فحسب؟ أم يتوسّل إرثا تعبيريا صاغته الأجيال المتعاقبة، فينطلق منه ويضيف إليه من طاقته الإبداعية، ما يميّزه عن غيره من المرتجلين؟

في ضوء ما تقدم، يناقش ناصر الطائي، مدير المركز الثقافي ومستشار مجلس الإدارة بدار الأوبرا السلطانية في مسقط، التقسيم على آلة العود بين التقاليد وصناعة الموسيقى المعاصرة في العالم العربي.

كما يتناول الباحث الموسيقي العُماني مسلم الكثيري الارتجال في الموسيقى العمانية قائلاً: “كان المغني العماني في معظم الحالات عازفاً لآلة العود، ويجتهد في عزفه بحيث يتطابق مع اللحن الغنائي، فالمهارة أن يجعل العازف عوده يتكلم كما يقال، وهذا يعني أن يتطابق العزف مع الغناء في أداء الألحان تطابقاً تاماً”.

أما نضال عبيدات، أستاذ الموسيقى العربية في كلية الفنون الجميلة بجامعة اليرموك الأردنية، فيعرض فن الارتجال في الأغنية الأردنية مستهلاً الطرح بنظرة تاريخية موجزة ومتناولاً نماذج لأشهر المغنيين الأردنيين في هذا المجال.

ويتناول العراقي علي نجم الارتجالات الجمالية في المقام العراقي متوقفاً عند العناصر الأساسية المكونة للبناء اللحني للمقام العراقي والمدارس المختلفة لهذا النوع من التأليف.

وبدورها تتحدث شيرين عبد اللطيف عميدة كلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان بمصر عن الارتجالات في الموسيقى التطريبية المصرية موضحة مجالات الارتجال سواء في القوالب الآلية أو القوالب الغنائية وموضحة أسلوب الصياغة اللحنية لكل قالب.

ويستعرض صالح رضا من مصر فن الارتجال في الغناء البلدي موضحا أنواع القوالب وأشهر المطربين.

ويتحدث وائل قاقيش، رئيس قسم التعليم والتواصل المجتمعي بدار الأوبرا السلطانية، عن الارتجال والطرب في الموسيقى الشرقية مركزاً على التقاسيم.

ويرى الباحث الموسيقي التونسي محمد المصمودي، من خلال طرحه لقضية الاستخبار في تقاليد الموسيقى المغاربية – الأندلسية، أن فن الارتجال مسألة قابلة للنقاش، فهي في الغالب ممارسة آنية وليدة اللحظة، ويتساءل هل "الارتجال ابتكارا آنيا غير مسبوق، أو هو إعادة إنتاج خطابٍ تكرّرت صياغته مرارا قبل لحظة إعادته؟"